كفى هدرا و إيذاءا

أعجب كل العجب لما نسمعه مع كل أعياد اليمن - و ليست كلها بأعياد بل إن البعض منها يجدر بها أن تكون مجالس عزاء لرحيل الحق و العدل - حيث تكال الشتائم جزافا من قبل كل من اراد إلقاء كلمة أو قصيدة شعرية لأئمة اليمن (ع)الذين أقاموا دعائم العدل و الدينفي كل مناسبة و عيد حتى تلك المناسبات التي تخص الثورة على الإحتلال البريطاني أو الوحدة اليمنية المباركة و كأنما كان ائمة اليمن أكثر إجراما من أولئك ،أولئك الذين احتلوا الوطن لا يذكرون إلا نادرا و إذا ذكروا ذكروا بأدب و احترام بدون سب و لا بذاء بالرغم من انهم أعداؤنا دينا و معتقدا ، و ما اقل ما يذكرونهم فيا للعجب !!!
أما هؤلاء أئمة اليمن الذين هم إخواننا في الدين فيكثر سبهم و تجريمهم و كأنما ارتكبوا ما حرم الله و ليس جرمهم سوى أنهم حفظوا لنا الدين و أقاموا العدل فينا فاي جرم هذا ؟ّّ!!!
يقولون أن عصرهم عصر جهل و فقر و مرض فهل يا ترى عصرنا هذا يختلف عن ذلك العصر؟!
بل إن عصرنا أكثر جهلا و فقرا و مرضا فأما المرض فمن الله يبتلي به الناس و لا يكلف الله نفسا إلا وسعها فلو نظرنا إلى المستشفيات الموجودة اليوم فعندما تدخلها تزداد مرضا إلى مرضك ولا تخرج منها إلا مريضا فقيرا.
و أما الجهل فأي جهل تعنون جهل الدين و الأخلاق أم جهل الفكر و الإنحطاط فجهل الدين و الأخلاق هو في عصرنا هذا أما في ذلك العصر فقد كانوا أكثر دينا و اخلاقا وكذالك الفقر هو اليوم أشد منه في الامس .
فالواجب على الناس ذكرهم بالخير خاصة و أنهم قد ماتوا فاذكروا محاسن موتاكم كما قال النبي (ص)، وكذلك هم من حفظوا لكم هذا البلد حتى استلمتموه على طبق من ذهب و ما احقكم بقول القائل :
يا أمة ظلت و غاب رشادها *** إذ أصبحت بيد العاء مقادها
أعلى المنابر تعلنون بسبه **** و بسيفه نصبت لكم أعوادها
فما اشبه الليلة بالبارحة ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله و سلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين